تزخر المدينة المنورة بالعديد من المعالم الطبيعية التي لها ارتباط وثيق بتاريخها المجيد منذ فجر الإسلام، وما شهدته من أحداث خلال عهد النبوة، حيث سطّر التاريخ العديد من الأحداث والوقائع التي اقترنت بأودية المدينة المنورة وجبالها وتضاريسها ومعالمها التاريخية التي لا تزال قائمة. ويعدّ "وادي قناة" أحد أهم أودية المدينة المنورة التي لها بعد تاريخي، فعندما يأتي الوادي من الجهة الشمالية الغربية لجبل أحد عند مفترق نهاية الحرة، يسمى في تلك الجهة "وادي شظاة" وحينما يأتي من الاتجاه الشمالي الغربي يسمى "وادي قناة" وهو الوادي الذي شهد محيطه أحداث معركة أحد في السنة الثالثة من الهجرة النبوية. ويسرد الباحث التاريخي الدكتور فؤاد المغامسي في حديثه لوكالة الأنباء السعودية جانباً من تاريخ "وادي قناة" وارتباطه بتاريخ المدينة المنورة، مبيناً أن الوادي يقع جنوب جبل أحد وجنوب جبل الرماة أو كما يسمى "جيل عينين" الذي كان محتوى أحداث المعركة، كما أنه عندما جاء تُبّع اليماني إلى المدينة المنورة قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – بأكثر من 130 سنة، زار هذا المكان، وسأل عن هذا الوادي، فقال بل هو "قناة" وسمي بذلك نسبة إلى الحفرة في الأرض التي تسيل منها المياه، وعندما يمتد الوادي من الشمال الغربي يأتي إلى منتهى مجمع الأسيال، وهي المنطقة التي تجتمع فيها مجرى جميع سيول المدينة المنورة، ومنها وادي بطحان، ووادي العقيق، ووادي مهزور، ووادي قناة، مشيراً إلى أن كل الأودية تتخلى عن أسمائها عندما تلتقي في مجمع الأسيال. وبيّن المغامسي أن "وادي قناة" عندما اشتُهر بهذا المسمى حتى أحداث معركة أحد عُرف عند أهل المدينة المنورة بـ "مسيل وادي سيدنا حمزة" الذي يُقصد به "وادي قناة" كونه يمر بمنطقة وجبل أحد الذي له بُعد تاريخي، حيث تذكر المصادر التاريخية أن العماليق عندما جاءوا إلى المدينة المنورة عند نشأتها وتأسيسها في زمن يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عوص بن سام بن نوح عليه السلام، استفادوا من هذا الوادي "وادي قناة" وتجمعات المياه فيه. ورصدت "واس" مشاهد لموقع الوادي ووضعه الحالي، حيث شهد "وادي قناة" أعمال تأهيل التطوير والتهذيب لكثير من أجزائه، بإشراف هيئة تطوير المدينة المنورة، وأمانة المنطقة، وتم تأهيل أجزاء من ضفاف الوادي وإناء ميادين للمشاة بمساحات واسعة، وجعلها مهيأة للجلوس والمشي والتنزّه، ويرتادها الكثير من أهالي المدينة المنورة وزائريها، للاستمتاع بالإطلالة على مجرى الوادي، الذي يمرّ على جبل أحد أشهر المعالم الطبيعية في المدينة المنورة، كما يلتقي مع وادي العقيق أشهر أودية المدينة المنورة. وشملت أعمال التأهيل أرصفة ضفاف الوادي وإنشاء مطلّ جميل على الوادي عند تقاطعه مع طريق المطار، وإحاطته بسور من الحجارة على ارتفاع متر واحد من جانبي الشارع والوادي، ورصف كامل مساحة المشاة بالرخام الطبيعي الذي يتناغم لونه مع تضاريس المكان، وزراعة العديد من أشجار النخيل على امتدادها، وتزيينها بالأنوار الأرضية، وإنشاء مسطحات خضراء في أجزاء من المساحات المطلة على الوادي. وحرص المشروع على تجانس المواد المستخدمة في أعمال التطوير مع طبيعة المكان، مثل الكراسي الدائمة، وحاويات النفايات والأحواض الزراعية التي تم تشكيلها من الأحجار الطبيعية، كما هيأ المشروع ممرات تتيح للمتنزهين النزول إلى بطن الوادي الذي يحوي شجيرات زرعت في مساحات عديدة من الوادي، أو الاستمتاع بالأجواء اللطيفة على ضفة وادي قناة.
موقع امانة منطقة المدينة المنوره يستخدم ملفات تعريف الارتباط للتعرف على المستخدم و فهم احتياجاته كمستخدم لتوفير سهولة الوصول و تجربة مستخدم أفضل. من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع فإنك توافق على سياسة الخصوصية لهذا موقع.